أنا متزوجة منذ 3سنوات وعمري 32 وزوجي يصغرني بعامين ولدي ابنة عمرها سنتان.
مشكلتي ان زوجي لا يفهمني أبدا وتعامله معي غير جيد لانه جرحني عدة مرات حتى ان حملي لم يمنعه من إيذائي مثلا من كلماته الجارحة (احمدي ربك أني تزوجتك)
في اي خناقه يردد هالكلام ومرات كثيرة يهددني بالانفصال ويتهمني بالتقصير وبانني عديمة الفائدة مع العلم بانني اهتم بكامل المصاريف لان دخله غير ثابت..
في البداية كنت التزم الصمت اما الان فقد اصبحت ارد عليه وارفع صوتي لاني تعبت منه كثيرا حتى انه تمادى اكثر.. لقد اصبحت اقضي ليالي كثيرة في البكاء ويراني ولكن لا يبالي أبدا
والآن قبل شهر ونصف انجبت طفلة بولادة قيصرية ومرضت صغيرتي وتوفيت وعمرها 27 يوما ولازلت أعاني من فقدي لها ولكن كل ذلك لم يشفع لي عنده
لا يزال لا يهتم بي ولا بمشاعري فاصبحت لا احب علاقته الحميمة معي لأنني لم اعد احبه كما كنت لقد اصبح شخصا اخر وحولني الى امرأة أخرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى.. والصلاة والسلام على النبي المصطفى.. وبعد ,,
أخيتي الحبيبة.. (أم البراء).. حفظكِ الرحمن..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأهلًا ومرحبًا بكِ في موقع (المستشار).. شاكرين ثقتكِ بالموقع وبنا.. سائلين الله - عز وجل - أن تجدي ما تبحثي عنه فيه.
عزيزتي..
أتفهم مشاعركِ.. وحتى تجتازي مشكلتكِ - بإذن الله - أقترح التالي /
1- ثقي بنفسكِ.. ولا تدعي للكلمات السلبية طريقًا للتأثير عليكِ.. فكلما زادت ثقتكِ بنفسكِ سهل عليكِ مواجهة الأمور وتغييرها , وكما هو معلوم أن الشخص إذا أراد أن يغير ما حوله عليه أن يبدأ بداخله ويتدرج لخارجها.
2- اجعلي بينكِ وبين ما يؤذيكِ زجاج عازل ليصطدم به فلا يصلكِ.
3- اعلمي يا غالية – بارك الله فيكِ – أن السنوات الخمس الأولى من عمر الزواج من أخطر السنوات على الزوجين؛ لأنها السنوات التي تُظهر قدرة الزوجين على فهم بعضهما البعض وفهم متطلبات علاقتهما الزوجية , وهذا الفهم بلا شك لن يُخلق بين يوم وليلة؛ إذ أن كل منهم قدِمَ من ظروف تربوية وتعليمية وثقافية مختلفة عن الآخر.. وبالتأكيد لن يحدث الفهم إلا بالصبر والاحتواء.
4- ثقي أن زوجكِ لا يقوم بهذا السلوك لمجرد إيذائكِ أو مضايقتكِ , إنما لوجود دافع نفسي لم يستطع أن يبوح به , ربما بسبب الغيرة أو الإحساس بالنقص لوجود فروق بينكما (تعليمية أو وظيفية وبالتالي مادية)..
ربما شعر أن قوامته سُلبت منه بسبب توليكِ كامل المصاريف.. لذا أقول – وفقكِ الله – أن من أسوأ ما يشعر به الرجل ذاك الإحساس فهو لم يرتبط بكِ لتقومي بالنفقة عليه.. الرجل من طبيعته يحب أن يشعر بحاجة المرأة له وإن كان أقل منها في المستوى المادي أو التعليمي أو غيره.. فتوقفي عن تولي كافة المصاريف وقومي فقط بمساعدته إن طلب ذلك.
5- اجعلي بينكما لغة حوار إيجابية ومفهومة لكليكما.. وبادري بخلق الأجواء التي تساعد على نجاح ذلك.
* ابدئي أولًا بالتخلص من المشاعر السلبية التي تكونت بداخلكِ بتفريغها على ورقة واكتبي بعد نقطة النهاية هذه العبارة [ومن بعد هذه اللحظة كل ما مضى انتهى ولن يتكرر بإذن الله].
* أعيدي قراءتها مرة أخرى ثم مزقيها.
* استخدمي ورقة أخرى , وسجلي في أول سطر فيها [بدايتي التي أريد] ,سجلي فيها ما تطمحين إلى تحقيقه في الأيام القادمة , ثم سجلي حواركِ وما تريدين إسماعه لزوجكِ , مقدمة إيجابياته - إذ لا يخلو أحد من الإيجابيات - ثم إخباره بما يزعجكِ وتعرفي على ما يزعجه منكِ.
وما يتوجب عليكِ تجاهه ثم ما يتوجب عليه تجاهكِ لتسعدا , مذكرة بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا " , اقرئي ما سجلته مرتين ,ثلاثًا.. ثم تحيني الوقت والمكان المناسبين لإقامة الحوار الذي يجب أن يغلفه اللين والهدوء وعدم الانفعال والتفهم والاحتواء واستمعا لبعضكما حتى تخلُصا إلى نتائج مرضية للطرفين.
6- أحسني تبعلكِ لزوجكِ.. واحتسبي أجركِ عند الله ,يقول تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} (سورة البقرة: 237), و وفري الكتيبات والأشرطة التي تتحدث عن حسن العشرة بين الزوجين قريبة من مكان جلوس زوجك وهناك شريط قيم بعنوان فن التعامل مع الزوجة للشيخ إبراهيم الدويش.
7- اشكري سعيه وإن كان قليلًا.. وامدحي إنجازه وإن كان صغيرًا.. كوني له المشجعة على التغيير للأفضل.. وتذكري أن الكلمة الطيبة لها أثرها الجبار في قلب الإنسان.
8- لا يحدث التغيير إلا إذا قررتِ ذلك.. فابدئي باتخاذ القرار و آمني به.. واسعي لتحقيقه مستعينة بالله - سبحانه -.
أخيرًا::
لا تنسي – رعاكِ الله – أن كل توفيق وكل انجاز وكل سعادة حقيقية لا يمكن أن تتحقق والإنسان بعيد عن خالقه.. تقربي إليه سبحانه بالأعمال الصالحة وعلى وجه الخصوص الصلاة في وقتها بخشوع , والاستغفار , والدعاء , وقيام الليل ولو ركعتين.. وتفاءلي فربكِ جوادٌ كريم.
ختامًا::
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح صدركِ ويسعد قلبكِ بصلاح شأنكِ.. وأن يظلل عليكما ظلال السعادة والرحمة والود ,وأن يجعل مولودتكما شفيعة لكما.. وأن يرزقكما الذرية الصالحة المعافاة التي تقر أعينكما ببرهم لكما.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار